مقالة عن الموسيقى بقلم محمود مسعود ( اروع ما قيل في أروع الفنون : الموسيقى )

أروع ما قيل في أروع الفنون: الموسيقى
الأقوال التالية قيلت في الموسيقى الرائعة (الشرقية والغربية)، التي تم تأليفها أو تلحينها على يد أساتذة كبار وعباقرة فن بل وفلاسفة في نظرتهم للإنسان وللحياة.

هؤلاء الأقطاب كانوا سابقين لعصرهم بمئات السنين ولذلك حافظت أعمالهم على روعتها، ولا زال محبو الموسيقى يدرسونها ويطربون لها، محاولين فهم ما تنطوي عليه من معان وأبعاد معنوية ارتبطت ارتباطاً وثيقا بشخوص هؤلاء الأفذاذ الذين تمكنوا من تجسيد ما سمعوه وما رأوه وما أحسوا به في مقاطع من النغم تسمو بكل من يتذوقها ويتفاعل معها إلى مستويات أقل ما يقال أنها من غير هذا العالم.الموسيقى هي وسيط بين العالمين الروحاني والمادي. وهي صوت الوجود المتسق الأنغام والانعطافات.

إنها همس العوالم غير المنظورة. وهي وتر ونغمة في القيثارة الإلهية التي سيردد الكون بأسره يوماً ما لحنها المذيب.هناك شيء عجيب في الموسيقى، بل لعلني أقول أن الموسيقى هي أعجوبة بحد ذاتها. ومقامها يكمن ما بين الفكر والعالم الظاهر. أجل.. هي وسيط مشع بين العقل والمادة. فهي تقترن بهما وفي نفس الوقت تختلف عنهما. هي روحية لكن يعوزها الإيقاع، ومادية لكنها غير مقيدة بمكان.الموسيقى تشبه الشِعر من حيث احتوائها على ظلال ومعان دقيقة لا يمكن أن يلقـّنها أحد لآخر، بل تحتاج إلى قريحةٍ مبدعة لتذوقها وإبرازها.محبو الموسيقى سعداء متفائلون. فالموسيقى بالنسبة لهم مطلب عزيز وغاية نبيلة، وهي عاطفة جامحة تطغى عليهم وتغمر كيانهم بأسره.الموسيقى تبعث في النفس الإلهام وقد توقد أيضاً نيران الحب أو الغضب. أما بيانها الساحر فله القدرة على تحريك الناس بطريقة غامضة لا طاقة لهم على مقاومتها.الموسيقى لا تحتاج بالضرورة إلى تجديد، بل كلما كانت قديمة كلما كانت مألوفة أكثر بالنسبة لنا وكلما كان تأثيرها في نفوسنا أكبر.

الشخص الذي لا يتجاوب مع الأنغام الرقيقة ولا يتأثر بالألحان العذبة يكون أكثر استعدادا للخيانة والدسيسة وينبغي أن يأخذ الآخرون حذرهم منه.الموسيقى هي الحاجة الرابعة لطبيعتنا. فحاجتنا الأولى هي للغذاء، ثم الكساء، ثم المأوى، ثم الموسيقى!الموسيقى يحبها الأنبياء والعظماء. وهي الفن الوحيد الذي له القدرة على تهدئة ثائرة النفس. بل هي واحدة من أعظم وأروع الهبات التي وهبها الله لنا. وأنبل الأنغام هي التي تعزف على أوتار القلب.الموسيقى هي اللذة الحسية الوحيدة التي يمكن للناس أن يستمتعوا بها دون إلحاق الأذى بأحاسيسهم الأدبية أو الدينية.عندما تدخل الموسيقى إلى النفس تصبح روحا فلا تموت أبدا، بل تتنقل بين أروقة الذاكرة فيتكرر سماعها بكل وضوح وجلاء تماماً كما تم سماعها للمرة الأولى.لقد ذهب بعضهم إلى القول بأن الموسيقى هي عنصر إلهي وهي إحدى متع الفردوس السماوية.من بين وسائل الحب والسلام لا يوجد بكل تأكيد أروع وأعذب من الموسيقى الرقيقة التي تتحدث أنغامها بفصاحة عن روائع الحياة!الموسيقى تخاطب روحي وتستجمع شتات أفكاري وتطرب مسمعي وتجدد عقلي وتملأ قلبي بالحب وعقلي بالأفكار النافعة النقية.كلما كانت الموسيقى عذبة في أذني كلما انسابت الحقيقة نقية صافية إلى عقلي.الموسيقى لها أكبر الأثر على العواطف. وقد دلت التجارب على أن الحيوانات أيضا تتأثر بالموسيقى لا سيما منها الطيور والعناكب والخيول والفيلة (والجِمال أيضا التي تطرب للغناء والحداء).الموسيقى هي برهان أكيد على وجود عوالم أخرى غير هذا العالم المادي المحدود. وهي وعدٌ شبيه بقوس قزح يترجم ذاته من المشاهدة إلى السماع.

من بين كل الأقوال والأمثال والحكم التي تناقلها ويتناقلها الناس، أروعها تلك التي يقترن التلفظ بها بإيقاع مميز ومحبب للنفس.الموسيقى أروع من الشعر وعلاقتها بمشاعر مؤلفيها هي أوثق بكثير من علاقتها بأفكارهم. الموسيقى هي الدواء الشافي للقلوب الحزينة ولها القدرة على غسل غبار المتاعب والمنغصات من النفس.لماذا نحب الموسيقى؟ نحبها لما تحمله في تضاعيفها من آمال وذكريات ومشاعر عزيزة يمكن استعادتها بلمسة وتر. وللموسيقى قدرة على تلطيف الوحوش والمتوحشين على السواء.يا رب، إن كنت منحت البشر العاديين موسيقى بهذه الروعة فأية ألحان ستكون في انتظار الصالحين الأبرار في السماء؟!أروع أنواع الموسيقى هي الموسيقى والأناشيد الروحية، فهي توقظ شيئا نائما في أعماقنا وأحياناً تستدر دموعنا دون أن نعرف لماذا. وكأنها تذكر النفس بعالمها الروحي الذي منه أتت ولا بد أن تعود إليه يوما ما.الموسيقى توقظ الروح، ترفعها عاليا، تفعمها برغبات نبيلة، وتجعلها مؤهلة للحديث عن الله والسماء.الموسيقى هي أروع الفنون التي اكتشفها الإنسان أو وهبها الله للإنسان. إذ من السهل أن نتذوق غبطة السماء من خلال الاستماع لها والتلذذ بأنغامها.والسلام عليكم

(Image not shown due to low ratings)

Images were hidden due to low ratings.