دائرة التاثير ودائرة الاهتمام فى اى دائره تقع انت؟
دائرة التأثير ودائرة الاهتمام
حياة أي شخص لا تخلو من المشاكل والنكبات والإخفاقات، ولكن ما يفرق بين كل شخص وآخر هو طريقة تعاطيه
مع المشكلة. فالبعض تجده يندب حظه، ويلوم كل شيء في حياته، بينما الآخر تجده يبادر بالبحث عن الحلول والبدء
بخطوات عملية (ولو صغيرة) لحل المشكلة.
الفرق يكمن في طريقة التفكير، فالأول يضع تفكيره في دائرة الاهتمام، والنوع الآخر يصب تفكيره في دائرة التأثير.
لو كنت تخطط للخروج من المنزل سواء للتنزه أو للقيام ببعض المشاوير الضرورية، ولكنك عندما هممت بالخروج
من المنزل تفاجأت بهطول المطر، فعندها لديك خياران، إما البقاء في المنزل وندب حظك، أو أخذ مظلة ولبس
ملابس مناسبة والخروج لإنهاء مشاويرك، وربما للاستمتاع بالمطر. فأنت لا تستطيع السيطرة على المطر وإيقافه،
ولكنك تستطيع السيطرة على مشاعرك والتعامل مع المطر. فالمطر يقع في دائرة الاهتمام، بينما المظلة تقع في دائرة
التأثير. وقس على ذلك.
فأنت لا تستطيع تغيير بيئة العمل والقوانين في مكان عملك، ولكنك تستطيع تغيير علاقاتك مع زملائك، بل وتستطيع
تغيير مكان عملك.
وأنت لا تستطيع أن تمنع الازدحام المروري، فهو يقع في دائرة اهتمامك، ولكن يمكنك الخروج مبكراً قبل ساعة
الذروة، كما يمكنك الاستفادة من الوقت الذي تقضيه في السيارة أثناء الازدحام بالاستماع للمواد السمعية المفيدة، فهذا
يقع ضمن دائرة تأثيرك.
الشخص الناجح هو من يعي أنه مهما بلغت الإحباطات والإخفاقات في حياته، فإن صب غضبه عليها وتذمره منها
والشكوى والانتقاد والقلق المتواصل من تأثيرات هذه الأمور عليه لن يغير شيئاً من الواقع، بل يبادر بتغيير مايمكن
تغييره في دائرة التأثير.
وأهم ما يقع في دائرة التأثير هو أنت. وأنت الوحيد القادر على تغيير نفسك.- ستيفن كوفى : بين دائرة التأثير و دائرة الإهتمام :
أين تقف أنت؟ ّ
حدد الكاتب و الخبير الاداري الامريكي ستيفن كوفي دائرتين أو صنفين ينصب فيهما تفكير كل الناس وهما
1-دائرة التأثير
2 -دائرة الإهتمام .
دائرة التأثير : نقول عن الاشخاص الحريصين على الوقت و الذين يركزون معظم جهودهم في الامور التي
يستطيعون فعل شيء حيالها ،و طاقتهم ذات طبيعة ايجابية تكبر و تتعاظم باستمرار . أنهم يوظفون طاقاتهم في ما
يسمى بدائرة التأثير . فدائرة التأثير تشتمل على أشياء يستطيع الناس أن يغيروا فيها ولهم تأثير مباشر عليها بشتى
الطرق والوسائل ومن المفروض أن تأخذ ما نسبته 90%
من تفكيرهم وإنشغالهم .على سبيل المثال :تحسين مستوانا الثقافي ،تعلم لغة جديدة ، تطوير مهاراتنا ، الارتقاء بذاتنا
او إستكمال دراستنا العليا
دائرة الإهتمام : اما اذا كنا نهتم بالطقس و درجة الحرارة و غلاء الاسعار و ازمة المرور و ضيق الشوارع و الفقر و
البطالة و الحروب و الارهاب او ننفق جل وقتنا في التركيز على عيوب الاخرين و على الظروف التي ليس لنا
سيطرة عليها،و ينتهي بنا المطاف الى لوم المواقف و الظروف و اتهامها .مما يولد لدينا شعورا لا يفارق مخيلتنا بأننا
ضحايا لا حول لنا و لا قوة .
كل هذا يدخل في دائرة ما يسمى بدائرة الاهتمام . و هذا بدوره يستنزف قدراتنا العقلية و النفسية و السلوكية مما يؤدي
الى تقلص دائرة تأثيرنا .
فدائرة الإهتمام تشتمل على اشياء ليس لنا تأثير مباشر عليها ومن المفروض أن لا تأخذ اكثر 10% من تفكيرنا و
انشغالنا. والواقع انه حال غالبيتنا معاكس لذلك الاساس وتلك النظرية التي سبق ذكرها حيث إنه ينصب معظم تفكيرنا
ومناقشاتنا في دائرة الإهتمام التي لا نملك عليها اي سلطان او وسيلة وتركنا دائرة التأثير التي نستطيع ان نغير فيها
بطريقة او بأخرى وهذا جعلنا نراوح مكاننا ونتأخر عن الدول المتقدمة بمئات السنين . ولتوضيح ذلك نسرد هذا
المثال : "س" موظف فى احدى الشركات لا يحب رياضه كرة القدم ولاينخرط مع زملائه فى احاديث متعلقه
بالماتشات العالميه او المحليه وهو ايضا لايبالى بالسياسه فالسياسه من وجهة نظره هى للعقول الخاويه وهو دائما
مشغول "س" يهتم بامور اخرى منها من لايملك التاثير فيه ولايقع فى نطاق سيطرته ومنها ما يستطيع ان يوثر جزئيا
او كليا فيه فمن اهتمامات "س" حالة الطرق واخلاق السائقين وتهورهم فى القياده ووقوفهم فى اماكن ممنوع الانتظار
و جدير بالذكر ان "س" دائم الانتقاد لزملائه وروسائه فهو لديه الف والف تعليق على اسلوب ادائهم لاعمالهم ويرى
انهم احد اسباب توتره. واضح أن "س" لا يستطيع أن يصنع شيئًا حيال هذه الأمور، وأن غضبه عليها، وتذمره منها
لن يغير الواقع بل الغالب أن يزيد من حنقه وإحباطه، ويؤثرا سلبًا على صحته الجسمية والنفسيه ولكنه جزئيا يستطيع
ان يساهم فى حل مشكله المرور بعدم مخالفته لقواعد المرور. ويمكن ايضا ان يبدا بنفسه فى مجال العمل ويرى
مايريد منه الاخرون ادائه ويجيد فى عمله بدلا من انتقاد الاخرين. وهناك نوع آخر من الأمور التي تهم "س" مثل:
تحسين وضعه المادي ورفع مستواه في اللغة الأجنبية التي يعرف مبادئها،وإنقاص وزنه الزائد، وممارسة الرياضة
البدنية، وقضاء وقت أكبر مع والديه... هذه الأمور كلها داخلة في (دائرة التأثير) بنسب متفاوتة، ويستطيع أن يقوم
بشيء ماحيالها . فإذا كان "س" رجالً ناجحًا، فعلا، حكيما، مبادرًا فهو يوظف جهده وطاقته، ً ووقته، وماله في
الأمور الواقعة في (دائرة تأثيره)، ويكف عن الشكوى مما هو في (دائرة اهتمامه) ولا سلطان له عليها . أما إذا كان
غير ذلك،فهو لن يكف عن اختالق الأعذار تسويفًا لتقاعسه، وسيظل يشكو ويتوجع من الظروف الصعبة، والحظ الذي
يواتيه، وقد يحمل (الاقدار )مسؤولية ما جناه على نفسه . ّ وصدق من قال : المخفقون ماهرون في اختراع الاعذار
والناجحون ماهرون في اختراع الحلول .. إن الأفراد الناجحين والجماعات والجمعيات الناجحة بل حتى الشعوب
الناجحة، هي التي توظف وقتها، وجهدها،واهتمامها في (دائرة تأثيرها)، ولا تضيع وقتها، وجهدها، في دائرة
اهتمامها لا تنسى إنَّه كلّما طغت دائرة الاهتمام على حساب دائرة التأثير صار الإنسان أقرب إلى الكسل منه إلى
العمل، وأقرب إلى الفشل منه إلى النجاح.
_
ففي أي دائرة تقف انت ؟
وأين تقضي معظم وقتك?
Hi! I am a robot. I just upvoted you! I found similar content that readers might be interested in:
http://www.altanmiya.org/2011/12/blog-post_13.html