وكالة الأناضول -
رسالة وجدت في جيب أحد الحراڨة الجزائريين من الذين إنتشلت جثثهم بعد غرق مركبهم الذي كان يحوي على عشرات الحراڨة في البحر خلال رحلتهم للوصول إلى الشواطئ الأوروبية . وفيما لم يبيّن الصحفيون معلومات عن هوية سوى انا جزائري صاحب الرسالة الوداعية الأخيرة التي كتبها فيما يبدو لدى إستشعاره بقرب غرق المركب الذي كان يحمله ، فإنهم أرفقوا مع النص الذي نشروه على صفحاتهم الشخصية عبارات مؤثرة من قبيل " هدية إلى العالم المتحضر ، هرب من الفقر والفساد فاحتضنه البحر . أنصحكم بالقراءة لكن لا تبكوا لأن الدموع جفت على أهلي وأخوتي من الظلم الذي اصبح يغذي حياتهم كل يوم "..
نص الرسالة : " أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك ، كما لن أتمكن من إرسال المبالغ التي إستدنتها لكي أدفع أجر الرحلة . لاتحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي ، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء . أنا آسف يا أمي ، كان لا بد لي أن أسافر كغيري من البشر ، مع العلم أن أحلامي لم تكن كبيرة كالآخرين ، كما تعلمين كل أحلامي كانت بحجم علبة دواء للكولون لك ، وثمن تصليح أسنانك . أنا آسف يا حبيبتي لأنني بنيت لك بيتاً من الوهم ، منزلا جميلاً كما كنا نشاهده في الأفلام ، أنا آسف يا أخي لأنني لن أستطيع إرسال الخمسين يورو التي وعدتك بإرسالها لك شهرياً لترفه عن نفسك قبل التخرج . أنا آسف يا أختي لأنني لن أرسل لك الهاتف الحديث الذي يحتوي على " الواي فاي " أسوة بصديقتك ميسورة الحال . أنا آسف يا منزلي الجميل لأنني لن أعلق معطفي خلف الباب . أنا آسف أيها الغواصون والباحثون عن المفقودين ، فأنا لا أعرف اسم البحر الذي غرقت فيه .
إطمئني يا دائرة اللجوء فأنا لن أكون حملاً ثقيلاً عليك .
شكراً لك أيها البحر الذي استقبلتنا بدون فيزا ولا جواز سفر ، شكراً للأسماك التي ستتقاسم لحمي ولن تسألني عن ديني ولا انتمائي السياسي . شكراً لقنوات الأخبار التي ستتناقل خبر موتنا لمدة خمس دقائق كل ساعة لمدة يومين . شكراً لكم لأنكم ستحزنون علينا عندما ستسمعون الخبر . أنا لست آسف لأني غرقت ..
Hi! I am a robot. I just upvoted you! I found similar content that readers might be interested in:
https://soundcloud.com/lama-dalbah/wd54kozly3u0