قد تظن أن عصر الأفلام الصامتة قد إنتهى، ولكنك قد تندهش عندما تعرف أنه أصبح أكثر إنتشارا، ليس في دور العرض بالتحديد.. بل في كل بيت – تقريبا – وبنجاح ساحق!، لا تتهمني بالجنون.. ما أقصده هو (الصمت الزواجي).
لن تشعر بالإرهاق وأنت تبحث عن دور عرض لأحد تلك الأفلام، فستجدها عند أول زوجة تشكو من صمت زوجها، إنه لا يتحدث.. لا ينظر حتى إلي.. لقد فقد حواسه!، وستجده أيضا عند أول زوج يشكو وبكل إخلاص، أنه لا يجد ما يتحدث فيه مع زوجته.. وأن هذا أفضل!، ليتحول الزواج من ذلك الفيلم الرومانسي المبهج، إلى فيلم صامت وبلا ألوان.
ولكن من هو مؤلف ومخرج ذلك الفيلم الصامت ؟، بلا تحامل.. الزوجان معا!، يصنعه كلاهما وبلا إستثناء، فهي تشكو من صمته، ولكنها لا تسأل نفسها.. لما لا تتحدثين أنت ؟، زوجة ستقول لك أنه هو الرجل، وهو الذي يجب أن يتحدث معي، ولكن أين دورك أنت ؟!، دورك كأنثى لا يتوقف على أعمال المنزل وفقط!، وأخرى تجيبك بأنني أنتظره طيلة النهار، بعد يوم شاق في أعمال المنزل.. لأقضي معه ما بقي من ساعات اليوم، هو أيضا لم يكن يلعب خارج المنزل.. لقد عاد إليكي من عمله مجهدا هو الآخر، وينتظر منك نوعا من التدليل هنا!، ونوع آخر من الزوجات تقول أنها بالفعل تتحدث معه، ولكنه يجيبها بكلمة واحدة.. أو ربما بإيماءات من رأسه وهو يشاهد التلفاز، ببساطة لأنك تتحدثين عن أشياء لا تعنيه!.
أما هو سيجيبك على نفس السؤال، بأنها هي الزوجة التي يجب أن تدلـله، وينسى حقها في هذا التدليل!، وزوج آخر يقول لك.. لقد عدت للمنزل بجسد منهك، عدت لأشاهد مبارة كرة أو أن أسترخي قليلا، لا لأن أدخل في مهاترات أنثوية!، وينسى أنها أيضا قضت ساعات النهار لتعد له منزلا يريحه، أعمال المنزل تلك قد تجهدك أكثر من عملك ذاته!، أو آخر يقول.. أنها تتحدث عن صديقتها أو جارتها أو أمها التي فعلت كذا وكذا، في الواقع لأنها لا تجد شيئا آخر لتتحدث معك فيه!، ربما قد تقف ثقافتنا كخلفية لهذا الفيلم.. هي التي تضع المرأة في دور المُستقبل طوال الوقت!، والرجل ذو الدور الذكوري الذي يجب أن يحظى بالإهتمام طوال نفس الوقت، أما عن العناد وعزة النفس فهذا شأن آخر، فعنادهما قد يفسد الأمر كله، ليجدا أنفسهم في النهاية في دائرة مفرغة لا تنتهي، تتوقف في نقطتين.. زوج بارد يكره المنزل ولا يبالي، وزوجة قادرة على أن تصيبك بالإكتئاب.
الدائرة المفرغة تلك يمكن كسرها ببساطة، هذا إن توفر الدافع في الأساس، عليكي أن تفهمي أن دورك مماثل له في إنجاح تلك الأسرة.. لا تنتظري هو ليفعل، دور المرأة (المفعول بها) إنتهى دون رجعة، عليكي أن تحذفي الأشياء التي تصيبه بالممل من عباراتك، أن تتحدثي عن أشياء يهتم بها، حدثيه عن المباراة التى يشاهدها.. حدثيه عن العمل، ستقولين أنكي لا تعرفين شيئا عن الرياضة أو حتى السياسة، لكن لما لا تبذلين قدرا من الجهد لتعرفين ؟، أحيانا علينا أن نبذل جهدا من أجل أشياء نريدها، ستقولين أنه هو نفسه لا يهتم بتلك الاشياء، حدثيه إذا (عنكما).. عن ذكريات ما قبل الزواج.. عن مستقبلكما معا، ثم تعود لتقول.. وما الذي إستفدته بالحديث عن أشياء لا أهتم (أنا) بها ؟، صدقيني هذه فقط مقدمة الحديث، أن تثيري إنتباهه.. أن تشعريه بأن هناك أشيائا مشتركة بينكما، تماما كالتروس الصدئة التي تحتاج من يحركها.. لتعود للعمل، أما عنك أنت.. فعليك أن تعلم أنك لم تتزوج قناة ترفيهية!،
هي إنسانة مثلك تماما، لها الحق في أن تشعر بوجودك بعيدا عن تدبير مصاريف المنزل، تحتاج إليك لتشعرها بأنك لازلت تهتم.. وأن الأمور لم تتغير، بدلا من أن تتحدث هي معك عن أشياء لا تهمك، حدثها أنت عن أمور تعنيك، شاركها الرأي.. حتى لو كان رأيها لا يعتد به، على الأقل هناك شخصا ما يستمع إليك بنية صادقة، وإن قلت أنه لا يوجد شييء لنتحدث فيه، هناك ألف موضوع.. فالحياة لا تتوقف، وإن قلت.. وما فائدة الحديث معها ؟، سأقول لك.. لماذا تجلس أنت على المقهى مع أصدقائك، تتحدثون بلا توقف - ربما - عن أشياء تافهة.. إفعل نفس الشيىء معها!، أن تنشيء معها لغة حوار.
لغة الحوار تلك هي أبسط وسائل الإتصال الإنساني، لقد كافح الإنسان منذ خلقيته لأن ينشىء لغة.. أن يتواصل، لو نظرت حولك ستجد أن أكثر المخترعات تأثيرا في البشر.. هي وسائل الإتصال، ثم ولما الإنتظار ؟.. لما ننتظر طوال الوقت من الطرف الآخر أن يفعلها هو!.
سنجد أنفسنا في النهاية قد إنتظرنا طويلا، وأضعنا كل الوقت في هذا الإنتظار، هناك نقطة أخرى يجب أن تؤمن بها.. أنه لا توجد حلولا سحرية!، فلن يتلخص الأمر في محاولة واحدة، ليتحول فجأة كل شيىء إلى جنة الله في الأرض.. الأمر يحتاج الى وقت بل ولنفس طويل، يحتاج إلى عدم اليأس.. إلى الرغبة في أن نغير شيئا، هذا إن لم ترغبا في أن تظل الأمور.. على ما هي عليه.
أكرم إمام
حقيقه للأسف..احييك موضوع رائع
Congratulations @akram.emam! You have received a personal award!
1 Year on Steemit
Click on the badge to view your Board of Honor.
Congratulations @akram.emam! You have completed the following achievement on Steemit and have been rewarded with new badge(s) :
You got a First Reply
Click on the badge to view your Board of Honor.
If you no longer want to receive notifications, reply to this comment with the word
STOP
Congratulations @akram.emam! You received a personal award!
You can view your badges on your Steem Board and compare to others on the Steem Ranking
Vote for @Steemitboard as a witness to get one more award and increased upvotes!